الكثرة تغلب شجاعتهم على طريق الفيل .. غامد تصدت لجيش أبرهة لهدم الكعبة
عرفنا في الحلقة الماضية ان الباحة تزخر بالعديد من المعالم الاثرية والسياحية وذكرنا منها قرية ذي عين بالمخواة.. وفي المنطقة وحدها ما يقرب من 160 موقعا اثريا وسياحيا, 60 موقعا منها قابلا للجذب والاستثمار السياحي اذا توفرت لها الخدمات المناسبة من ترميمات واهتمامات خاصة.. واليوم نتعرف على موقع اخر لطريق له قصة شهيرة في التاريخ الاسلامي ورصده القرآن الكريم بايجاز بليغ ومحكم وهو طريق الفيل الذي سار فيه أبرهة الجيش لهدم الكعبة. يقع طريق الفيل شمال مركز كرا الحائط التابع لمحافظة العقيق مع حدود حرة البقوم ويبعد عن المركز اكثر من 35 كيلا عبر خط ترابي معظم اجزائه وعرة جدا لا يمكن الوصول اليه الا عن طريق سيارات الصالون ذات الدفع الرباعي. وطريق الفيل او طريق التجارة وهو احد مسمياته, اكتسبت شهرة لدى اهالي منطقة الباحة وهي الطريق التي سلكها ابرهة الحبشة حينما قدم من اليمن بجيش كبير بقصد هدم الكعبة المشرفة ونزلت في هذه الواقعة سورة (الفيل), لكن شهرته الحقيقية جاءت لكونه محجة اهل اليمن لعصور طويلة قبل ان تتحول تلك المحجة الى السراة (طريق العصبة) ويتميز الطريق بكونه مرصوفا وواسعا بحجارة بركانية يطغى عليها اللون الاسود اسفلها مدبب ليسهل غرزها بالارض واعلاها مسطح, وشوهد على العديد من تلك الصخور المغروسة في الارض بعض النقوش والرسومات منها ما يحكي تاريخ واسباب مرور الفيل من تلك الطريق واخرى تتحدث عن قصص وذكريات, وتذكر بعض كتب التاريخ ان غامد حاولت اعاقة مرور ذلك الفيل, غير ان كثرة جيش ابرهة حالت دون ذلك. لكن اجزاء كبيرة من تلك الطريق قد تهدمت بفعل السيول واصبحت بعض اجزائها غير واضحة المعالم.